حولنا
المبادرة الوطنية الفلسطينية
المبادرة الوطنية الفلسطينية حركة سياسية اجتماعية فلسطينية من مؤسسيها الراحل الدكتور حيدر عبد الشافي من قطاع غزة والدكتور مصطفى البرغوثي من مدينة رام الله بالضفة الغربية، والأستاذ إبراهيم الدقاق من مدينة القدس، والراحل إدوارد سعيد.
البرنامج السياسي
تدعو المبادرة إلى التصدي للضغوط الإسرائيلية والعمل على استمرار الكفاح الوطني من اجل إنهاء الاحتلال والاستيطان وإقامة دولة فلسطين الديمقراطية المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية وحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، والعمل على كسر الحصار الاحتلالي وإفشاله. كما تطالب بإصلاح جذري حقيقي وشامل يتجنب إنصاف حلول، ويتم برؤية فلسطينية كفاحية متفائلة بهدف تعزيز الصمود الوطني والوحدة وإعادة الثقة للمواطنين والمناضلين الفلسطينيين وأبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات تركز المبادرة في برنامجها على:
الكفاح للإفراج عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال
تفعيل دور الجاليات وأبناء الشعب الفلسطيني في الشتات
تعزيز دور منظمات المجتمع المدني
تصعيد حملة التضامن الشعبية الدولية مع الشعب الفلسطيني
من أجل أوسع حملة تضامن شعبية دولية لدعم الشعب الفلسطيني ونضاله العادل
الأيديولوجيا
النهوض بالشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال ومن اجل العدالة والنزاهة والعيش الكريم
المؤسسين
الدكتور مصطفى البرغوثي ( الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية )
مصطفى كامل مصطفى برغوثي سياسي وطبيب واستاذ جامعي وكاتب فلسطيني، ولد في مدينة القدس عام 1954 وتنحدر أسرته من قرية دير غسانة في شمال رام الله
حاصل على شهادة بكالوريوس في الطب، وعلى شهادة عليا في الفلسفة من موسكو، وشهادة الماجستير في الإدارة وبناء الأنظمة الإدارية من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة. أسس وتولى إدارة معهد الإعلام والسياسات الصحية والتنموية منذ عام 1989.
دعا إلى تبني خيار «المقاومة الشعبية» والاعتماد على الذات كوسيلة للتحرر وأسس حركة الإغاثة الطبية الفلسطينية التي تخدم مليون ونصف مليون فلسطيني سنويا كما ساهم بنشاط في بناء مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني.
أسس مع د. حيدر عبد الشافي ود. ادوارد سعيد وإبراهيم الدقاق حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية. كما برز نشاطه بقوة خلال فترة الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000–2005) حيث نشط اعلاميا في حشد التضامن مع القضية الفلسطينية وبناء الحملة الدولية لحماية الشعب الفلسطيني كما شارك في القيادة الفلسطينية منذ تلك الفترة.
يدعو إلى مقاومة الاحتلال شعبيا وساهم في بناء حركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل وينتقد المفاوضات مع الإسرائيليين، ولا مشكله لديه من لقاء نشطاء السلام الإسرائيليين ويؤمن بضرورة تبني إستراتيجية وطنية فلسطينية جديدة تركز على تغيير ميزان القوى عبر المقاومة والمقاطعة وانهاء الانقسام الفلسطيني وانشاء قيادة وطنية موحدة ودعم صمود الفلسطينيين في وجه محاولات التهجير وإعادة بناء التكامل بين مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل والأراضي المحتلة والخارج.
شارك في انتخابات المجلس التشريعي عام 1996، وانتخب عن دائرة رام الله ولكنه تنازل عن مقعده للمرشح المسيحي عملا بنظام الكوتا.
شارك في اللجنة القيادية لمفاوضات مدريد بقيادة الدكتور حيدر عبد الشافي وكان عضواً في اللجنة التوجيهية للمفاوضات متعددة الأطراف إلى أن استقال من عضوية الوفد في أبريل 1993 بسبب معارضته لنهج المفاوضات الذي أدى إلى اتفاقية أوسلو واستمرار الاستيطان في الأراضي المحتلة.
أسس مع حيدر عبد الشافي والأستاذ إبراهيم الدقاق حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في عام 2002 التي يتولى حالياً مهمة أمينها العام.
ساهم في تأسيس وإدارة منظومة المعلومات والإعلام الراصد الفلسطيني منذ العام 2002 والتي تهدف إلى التأثير في الرأي العام العالمي لمواجهة الدعاية الإسرائيلية على الصعيد الدولي.
رشح البرغوثي نفسه في الانتخابات الرئاسية عام 2005 وقد حصل على نسبة 19.48٪ من إجمالي الأصوات.
رشح نفسه في الانتخابات التشريعية التي أجريت في يناير على رأس قائمة فلسطين المستقلة 2006 وفازت فيها حركة حماس، باعتباره مرشح مستقل ووعد بمحاربة الفساد والمحسوبية وطالب بتفكيك جدار الفصل العنصري.
قام بدور هام في الوساطة بين حركتي فتح وحماس والتي ادت لاحقا لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفي عام 2007 عُين وزيراً للإعلام في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية بقيادة إسماعيل هنية، والتي أقالها الرئيس محمود عباس في يونيو من العام نفسه بعد أن تعرضت للحصار من قبل إسرائيل وعدد من الدول المؤيدة لها.
ابراهيم الدقاق
إبراهيم الدقاق (وُلد في القدس عام 1929، توفي فيها في حزيران 2016)، مهندس وأكاديمي ومناضل فلسطيني. شارك في تأسيس وأعمال عدة مؤسسات وطنية فلسطينية في الأرض المحتلة
التحق بكلية روضة المعارف الوطنية وأتم فيها دراسته الثانوية ونال شهاده المترك عام 1947. درس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة العلوم والرياضيات عمل في الكويت كمدرس ثم انتقل عام 1959الى كلية روبرت في إسطنبول Robert College لدراسة الهندسة المدنية وتخرج منها مهندساً.
أشرف على بناء كلية الطيرة للبنات في مدينة رام الله ومدرسة الشوبك الأردنية.
من قادة العمل الوطني الفلسطيني بعد احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية عام 1967 ومن مؤسسي الجبهة الوطنية الفلسطينية التي حملت أعباء تنظيم العمل السياسي الفلسطيني في السبعينات.
سكرتير لجنة التوجيه الوطني الفلسطيني في الأرض المحتلة التي كانت تضم رؤساء البلديات واطياف الحركة الوطنية والتي نشأت في اعقاب اتفاقية كامب ديفيد. نقيب المهندسين في الضفة الغربية من 1978 لغاية 1986.
ساهم في تاسيس مجموعة كبيرة من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني كمجلس التعليم العالي والملتقى الفكري العربي الذي ترأسه من 1978 لغاية 1992.
ترأس مجلس أمناء جامعة بيرزيت عام 1973 وكان المدير المؤسس لمستشفى جمعية المقاصد الخيرية في مدينة القدس. و تولى مهمة إعمار المسجد الأقصى بعد إحراقة عام 1969. في عام 2002 عمل على إطلاق المبادرة الوطنية الفلسطينية مع د. مصطفى البرغوثي وحيدر عبد الشافي.
ألف ونشر 5 كتب متعلقة بالقضية الفلسطينية.
توفي في حزيران 2016 القدس ووري الثري في مقبرة باب الساهرة.
عام 2016 قلّده رئيس السلطة الفلسطينية «وسام الاستحقاق والتميّز» تقديراً «لدوره الوطني والنقابي، وإسهاماته المخلصة للحفاظ على الهوية العربية التاريخية والحضارية لمدينة القدس ومعالمها
الدكتور حيدر عبد الشافي
حيدر محي الدين درويش عبد الشافي (10 يونيو 1919 – 24 سبتمبر 2007)، طبيب وسياسي فلسطيني؛ ترأس وفد فلسطين المفاوض في مؤتمر مدريد للسلام. كون قناعة بأن إسرائيل لا تريد السلام
ولد وعاش في قطاع غزة وتلقى علومه الابتدائية فيها، ثم أرسل إلى الكلية العربية في القدس لمتابعة دراسته الثانوية، وبعد تخرجه منها في عام 1936 توجه إلى لبنان والتحق بالجامعة الأميركية في بيروت ودرس الطب والجراحة. وأثناء دراسته في الجامعة تعرف إلى حركة القوميين العرب التي أبصرت النور فيها، والتحق بصفوفها لبعض الوقت. تخرج طبيب بعام 1943، وتوجه بعدها للعمل في مدينة يافا حيث وظف في مستشفى البلدية التابعة لسلطة الانتداب البريطاني، وأمضى سنوات الحرب العالمية الثانية في عدة أماكن داخل فلسطين وشرق الأردن. وبعد نهاية الحرب ترك الجيش وفتح لنفسه عيادة خاصة في قطاع غزة وشارك بتأسيس الجمعية الطبية الفلسطينية عام 1945. غادر إلى الولايات المتحدة وتخصص في الجراحة العامة بأحد المستشفيات الكبرى بمدينة دايتون في ولاية أوهايو، وفي عام 1954 عاد إلى قطاع غزة وكان قد وضع تحت الإدارة المصرية. عمل جراحاً في مستشفى تل الزهور التابع للإدارة المصرية. خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 احتلت إسرائيل القطاع ونصبت على مدينة غزة مجلس بلدي لإدارة شؤونها واختارته ضمن أعضائه ولكنه رفض المشاركة به.
في عام 1960 عاد إلى مزاولة عمله الطبي الخاص. لكنه اختير عام 1962 رئيساً للسلطة التشريعية للقطاع حتى عام 1964 عندما شارك في أول مؤتمر وطني فلسطيني عقد ذلك العام في مدينة القدس، وهو المؤتمر الذي أسست فيه منظمة التحرير الفلسطينية تحت رئاسة أحمد الشقيري.
بين عامي 1964 و1965 خدم كعضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وعزز منذ ذلك الحين بفضل نشاطيه الطبي والسياسي الوطني مواقعه الشعبية في معقله السياسي ومسقط رأسه غزة، وصار بحلول عام 1966 الزعيم الأبرز في القطاع.
بعد احتلال إسرائيل لغزة للمرة الثانية في عام 1967 عمل كطبيب متطوع في مستشفى الشفاء بالقطاع، واعتقلته السلطات الإسرائيلية لبعض الوقت بتهمة تأييد سياسات أحمد الشقيري زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسها. وواصل بعد إطلاق سراحه تحدي السلطات الإسرائيلية رافضاً أي شكل من أشكال التعاون معها، فنفته بأوامر مباشرة من وزير الدفاع موشيه دايان إلى نخل (سيناء) بوسط شبه جزيرة سيناء لمدة ثلاثة أشهر، ومن ثم إلى لبنان في يوم 12 سبتمبر 1970 مع خمسة من الزعماء الوطنيين وذلك رداً على إقدام الجبهة الشعبية على اختطاف 3 طائرات مدنية نسفت لاحقاً في الصحراء الأردنية.
في عام 1972 أسس وأدار جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة وجعلها مسرحاً للعون الطبي والنشاطات الاجتماعية والثقافية. شارك في الوفد الأردني – الفلسطيني المشترك إلى مؤتمر مدريد للسلام والذي عقد بعام 1991، وبعدها أسندت إليه مهمة رئاسة الوفد الفلسطيني المفاوض في مباحثات واشنطن على امتداد 22 شهراً خلال عامي 1992 و1993 إلى أن استقال من الوفد في أبريل 1993 بسبب استمرار الخلاف على عقدة المستوطنات الإسرائيلية التي رفض أن تسوية لا تنص على إزالتها. وبعد مناشدته وقبوله العودة إلى مائدة التفاوض فإنه استقال وانسحب مجدداً في الشهر التالي.
اُنتخب عضوًا في المجلس التشريعي الفلسطيني بعد الانتخابات العامة الفلسطينية عام 1996 حيث حصل على 58,229 صوتًا في دائرة محافظة غزة ممثلًا عن الائتلاف الوطني الديموقراطي. واختير لرئاسة اللجنة السياسية في المجلس. وفي 30 مارس 1998 انسحب من المجلس على أساس إنه يستحيل على المجلس بالنظر إلى سلطاته المحدودة إحداث أي تغيير نحو الأفضل في وضع الفلسطينيين، ودعا إلى مزيد من الديمقراطية داخل السلطة الوطنية الفلسطينية وإنشاء قيادة وحدة وطنية تجمع تحت لوائها كل الفصائل والتيارات. أيّد الانتفاضة الفلسطينية الثانية معتبراً أنها رفض طبيعي تلقائي لعشر سنوات من التفاوض العقيم مع إسرائيل وإنها استغلت كل الفرص حالات أمر واقع على الأرض. كما شكك بصدقية خريطة الطريق التي تدعمها الولايات المتحدة.
أسّس مع د. مصطفى البرغوثي والأستاذ إبراهيم الدقاق والراحل د. إدوارد سعيد وخمسمائة شخصية فلسطينية حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في العام 2002 التي تولًى في حياته مهمة أمينها العام، وهي حركة سياسية اجتماعية تؤمن بأن الوحدة الوطنية هي صمام الأمان الحامي لنضال الشعب الفلسطيني ولحقوقه المشروعة في الحل العادل.
في 15 يناير 2004، عينه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رئيسًا للجنة رعاية مقابر محافظات قطاع غزة.
في 28 أغسطس 2006، عينه الرئيس الفلسطيني محمود عباس عضوًا في اللجنة المُكلفة بإدارة بلدية غزة
في 8 أبريل 2007، منحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسام نجمة الشرف الفلسطيني وذلك؛ «تقديراً لدوره الكبير وعطائه المميز في خدمة شعبنا الفلسطيني، لنيل حقوقه الوطنية العادلة، ودوره النضالي من خلال مواقعه التي شغلها».
في 7 نوفمبر 2007، قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس تسمية كلية طب الأسنان في جامعة الأزهر بغزة باسم كلية د. حيدر عبد الشافي لطب الأسنان.
توفي حيدر عبد الشافي يوم 24 سبتمبر 2007 وهو يبلغ من العمر 88 عاما. توفي مخلفاً وراءه زوجته وأربع من أولاده وسبعة من أحفاده وشيعت جنازته وشارك فيها الخصمان يمشون جنباً إلى جنب أنصار فتح وأنصار حماس
الدكتور المفكر ادوارد سعيد
إدوارد وديع سعيد (1 نوفمبر 1935 القدس – 25 سبتمبر 2003 نيويورك) Edward W. Said مُنظر أدبي فلسطيني-أمريكي. يعد أحد أهم المثقفين الفلسطينيين وحتى العرب في القرن العشرين سواءً من حيث عمق تأثيره أو من حيث تنوع نشاطاته، بل ثمة من يعتبره واحداً من أهم عشرة مفكرين تأثيراً في القرن العشرين. كان أستاذاً جامعياً للنقد الأدبي والأدب المقارن في جامعة كولومبيا في نيويورك ومن الشخصيات المؤسسة لدراسات ما بعد الاستعمارية (ما بعد الكولونيالية). ومدافعاً عن حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني، وقد وصفه روبرت فيسك بأنه أكثر صوتٍ فعالٍ في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
كان إدوارد سعيد من الشخصيات المؤثرة في النقد الحضاري والأدب وقد نال شهرة واسعة خصوصاً بكتابه «الاستشراق» المنشور سنة 1978، وفيه قدّم أفكاره واسعة التأثير عن دراسات الاستشراق الغربية المختصة بدراسة الشرق والشرقيين. قامت أفكاره على تبيان وتأكيد ارتباط الدراسات الإستشراقية وثيقاً بالمجتمعات الإمبريالية معتبراً إياها منتجاً لتلك المجتمعات ما جعل للاستشراق أبعاداً وأهدافاً سياسيةً في صميمه وخاضعاً للسلطة ولذلك شكك بأدبياته ونتائجه. وقد أسس طروحاته تلك من خلال معرفته الضليعة بالأدب الاستعماري، وفلسفة البنيوية و«ما بعد البنيوية» ولاسيما أعمال روادهما مثل ميشيل فوكو وجاك دريدا. أثبت كتاب «الاستشراق» ومؤلفاته اللاحقة تأثيرها في الأدب والنقد الأدبي فضلاً عن تأثيرها في العلوم الإنسانية، وقد أثر في دراسة الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص في تحول طرق وصف الشرق الأوسط. جادل إدوارد سعيد حول نظريته في الاستشراق مع مختصين في التاريخ، وبفعل كون دراساته شكلت منعطفاً في تاريخ الاستشراق فقد اختلف العديد معه ولاسيما المستشرقون التقليديون أمثال برنارد لويس. ومونتغمري واط.
عُرف إدوارد سعيد كمفكرٍ عام، فضمت مجالات اهتمامه بشكلٍ دائمٍ شؤوناً ثقافية وسياسية وفنية وأدبية في المحاضرات والصحف والمجلات والكتب، ونافح -من واقع دراساته النظرية كما تجربته الشخصية كمقدسي ترعرع في فلسطين وقت إنشاء دولة إسرائيل- عن إنشاء دولة فلسطين فضلاً عن حق العودة الفلسطيني، وطالب بزيادة الضغط على إسرائيل خاصةً من قبل الولايات المتحدة مثلما انتقد العديد من الأنظمة العربية والإسلامية. حازت مذكراته «خارج المكان» المؤلفة سنة 1999 على العديد من الجوائز مثل جائزة نيويورك لفئة غير الروايات، كما حاز سنة 2000 على جائزة كتب أنيسفيلد-ولف لفئة غير الروايات وغيرها.
كان إدوارد سعيد عضواً مستقلاً في المجلس الوطني الفلسطيني في الفترة (77-1991) واستقال منه احتجاجاً على اتفاقية أوسلو.
كما كان عازف بيانو بارعاً، وقام مع صديقه دانييل بارينبويم بتأسيس أوركسترا الديوان الغربي الشرقي سنة 1999 وهي مكونة من أطفالٍ فلسطينيين وإسرائيليين وعربٍ من دول الجوار، ومشاركةً مع بارينبويم أيضاً نشر سنة 2002 كتاباً عن محادثاتهم الموسيقية المبكرة بعنوان «المتشابهات والمتناقضات: استكشافات في الموسيقا والمجتمع». بقي إدوارد سعيد نشطاً في مجالات اهتمامه حتى آخر حياته وتوفي بعد نحو عشرة أعوامٍ من الصراع مع مرض اللوكيميا leukemia (سرطان الدم) سنة 2003.
يقول سعيد في سيرته الذاتية: «عام سبعةٍ وستين كان مدمراً لي ولكل شيءٍ عرفته، كنت وحيداً في أمريكا وقتها حيث شاع فيها إحساسٌ عارمٌ بالنصر -ليس فقط في أوساط اليهود وحسب- وإنما عند الجميع… لم أعد الإنسان ذاته بعد عام سبعةٍ وستين، فقد دفعتني صدمة الحرب إلى نقطة البداية، إلى الصراع على فلسطين».
شارك إدوارد سعيد طوال حياته في الجهد المبذول من أجل إقامة الدولة الفلسطينية، وكان عضواً مستقلاً في المجلس الوطني الفلسطيني في الفترة ما بين 1977 و 1991 ومن أوائل المؤيدين لحل الدولتين. وقد صوٌت سنة 1988 في جلسة المجلس التي عقدت في الجزائر لصالح إقامة دولة فلسطين، ووضع للمؤتمر حينها -بالاشتراك مع محمود درويش- وثيقة إعلان دولة فلسطين، واستقال منه سنة 1991 احتجاجاً على اتفاقية أوسلو إذ اعتبر بنود الاتفاق وشروطه غير مقبولةٍ وسبق رفضها من قبلُ في مؤتمر مدريد 1991 ورأى أن اتفاقية أوسلو لن تقود إلى إقامة دولة فلسطينية حقيقية وهو ما ثبت فيما بعد، ناهيك أن مثل هذ الخطة رفضت سنة 1970 من قبل ياسر عرفات ذاته عندما عرضها إدوارد سعيد بنفسه عليه نيابةً عن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية. وعلّق على ذلك بأن عرفات فرّط في حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى أراضي الـ48 وتجاهلَ تنامي الاستيطان. بلغت العلاقة بين إدوارد سعيد والسلطة الفلسطينية ذروة توترها سنة 1995 عندما حظرت السلطة الفلسطينية بيع كتبه في أراضيها، ولم تعد الأمور إلى مجاريها حتى عام 2000 عندما أثنى على رفض عرفات التوقيع على أي اتفاقيةٍ في قمة كامب ديفيد 2000. كان «سعيد» من المفندين دوماً للادّعاءات الصهيونية، ففي مقال له بعنوان «الصهيونية من وجهة نظر ضحاياها» فنّد الادعاء بالأحقية في أراضي فلسطين والمطالبة بوطن قومي لليهود مطالباً بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. ألف «سعيد» العديد من الكتب في القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي مثل «القضية الفلسطينية» (1979) و«سياسة التجريد» (1994) و«نهاية عملية السلام» (2000) إضافة لكتابين يتناولان اتفاقية أوسلو هما «غزة أريحا: سلام أمريكي» (1995) و«أوسلو: سلام بلا أرض» (1995). كما كتب تصديراً لكتاب المؤرخ إسرائيل شاحاك الذي علق على أن سلوك إسرائيل ضد الفلسطينيين راسخ ضمن العقيدة اليهودية بالتصريح بإجازة الأفعال الصهيونية للتغطية على الجرائم بما فيها القتل تجاه غير اليهودي. وصف سعيد شاحاك بأعظم مؤرخ عرفه على الإطلاق وكتابه لاينقصه شيءٌ سوى موجزٍ عن اليهودية الكلاسيكية والحديثة لتكون ثمة منطقية في فهم إسرائيل الحديثة وامتدح شجاعته بوصفه إسرائيل بأنها دولة نازية يهودية
التقطت في الثالث من يوليو/تموز سنة 2000 صورة لإدوارد سعيد مع ابنه وهو يرمي حجراً عبر الحدود اللبنانية-الإسرائيلية باتجاه إسرائيل ومالبث النقد أن وُجّه له بصفته «متعاطفاً مع الإرهاب». وقد علق على الأمر بوصفه بـ«رمزية الفرح» لانتهاء الاحتلال الإسرائيلي للبنان. وأضاف «لم يكن هناك أحد، وأقرب مخفر كان على بعد نصف ميل»، وعلى الرغم من ادّعائه بأنه لم يستهدف أحداً إلا أنه وفقاً لشهود عيان لجريدة السفير البيروتية فإنه كان بعيداً حوالي تسعة أمتار عن جنودٍ إسرائيليين متموضعين على برج مراقبةٍ وأن الحجر الذي ألقاه ارتطم بالأسلاك الشائكة المحيطة بهذا البرج. أدت هذه الصورة إلى انتقادات واسعة ضمن هيئة التدريس في جامعة كولومبيا وبعض الطلاب ورابطة مكافحة التشهير مما دعا رئيس الجامعة لإصدار بيانٍ من خمس صفحاتٍ للدفاع عنه معتبراً ما قام به نوعاً من أنواع حرية التعبير وقال في دفاعه عنه: «على حد علمي أن الحجر لم يكن موجهاً لأحد، ولم يتم بهذا الفعل كسر أي قانون، ولم يُوَجَّه أي اتهامٍ، ولم تتخذ أي دعوى جنائية أو مدنية بحق الأستاذ سعيد». كان لهذا الأمر بعض التداعيات ففي فبراير/شباط 2001 ألغيت محاضرة كان لسعيد أن يلقيها في جمعية فرويد في فيينا وعلق رئيس الجمعية على ذلك بالقول إن الوضع السياسي في الشرق الأوسط أصبح أكثر تعقيداً وأدى إلى زيادة معاداة السامية، لذلك قررت الجمعية إلغاء المحاضرة تجنباً للصراعات الداخلية.
كما قام «سعيد» بعمل فيلم وثائقي لتلفزيون الـ«بي بي سي» بعنوان «في البحث عن فلسطين»، ولم تنجح الـ بي بي سي في عرضه في قنوات الولايات المتحدة. علق سعيد على ذلك في «الثقافة المقاومة» الصادر سنة 2003 بتشبيه وضعه بوضع نعوم تشومسكي بوصفه عالماً لغوياً كبيراً ويلقى التكريم على ذلك، لكنه في الوقت نفسه مذموم ويلقى التهم بمعاداة السامية وعبادة هتلر ويتابع شرحه الأمر فيقول:
إدوارد سعيد من غير المقبول لأي شخص إنكار معاداة السامية والتجربة الرهيبة للهولوكوست، نحن لانريد طمس أو عدم توثيق المعاناة البشرية لأي أحد لكن في الوقت نفسه هناك فرق كبير بين الاعتراف بالمعاناة اليهودية واستخدامها لتغطية معاناة شعب آخر إدوارد سعيد
شعار المبادرة الوطنية الفلسطينية
ساهم إدوارد سعيد سنة 2003 مع حيدر عبد الشافي وإبراهيم الدقاق ومصطفى البرغوثي في تأسيس المبادرة الوطنية الفلسطينية والتي ابتغت تأسيس قوةٍ ثالثةٍ في السياسة الفلسطينية الديمقراطية منافسة لفتح وحماس.
حصل عالم علم الإنسان ديفيد برايس سنة 2006 على 146 صفحةٍ من أصل ملفٍّ مكونٍ من 238 صفحةٍ للإف بي آي تكشف أن «سعيد» كان تحت المراقبة منذ بداية 1971 (أي قبل أن يغدو عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني وقبل أن يرى كتابه «الاستشراق» النور) ولم يستطع الحصول على معلومات حول العشرين السنة الأخيرة من حياته.
أمضى إدوارد سعيد جلّ حياته في الغربة، وهو عتب فيما بعد على أهله أشد العتب لأنهم لم يسمحوا له بالانخراط في مجتمعه الذي نشأ فيه، وبالتالي لم يتسنّ له معرفته معرفةً وثيقة، وقد سمّى غربته بالنفي. يتحدث عن رؤيته في سيرته الذاتية: «المنفى هوّةٌ قسريةٌ لا تنجسر بين الكائن البشري وموطنه الأصلي، وبين النفس ووطنها الحقيقي، ولا يمكن التغلب على الحزن الناجم عن هذا الانقطاع، وأيّاً كانت إنجازات المنفي فإنها خاضعةٌ على الدوام لإحساس الفقد».
توفي إدوارد سعيد في إحدى مشافي نيويورك صباح 25 سبتمبر/أيلول 2003 عن عمرٍ ناهز سبعةً وستين عاماً بعد صراعٍ لنحو عشرة أعوامٍ مع مرض ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن (اللوكيميا)، وقد أوصى أن ينثر رماده في دولةٍ عربيةٍ واختار لبنان ونقل رماده في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2003 إلى مقبرة برمّانا الإنجيلية في جبل لبنان بحضور شقيقته روزماري سعيد زحلان، وزوجته مريم وولديه نجلاء ووديع وبعض الأصدقاء المقربين بناءً على وصيته. وقد خلف زوجته مريم وابنه وديع وابنته نجلاء وهي ممثلة وكاتبة مسرحية ومؤسسة وعضوة في المسرح العربي الأمريكي الجماعي «نبراس».